manzalawy blog

اشكر كل من ساهم معنا وتابعنا خلال فترة التدوين على صفحات مدونة منزلاوى فقد ادت دورها على اكمل وجه فى ظروف كانت ملائمة للمدونات فقط احب ان اقول انى احببت التدوين واحببت تلك المدونة ... manzalawy

الثلاثاء، ديسمبر ١٨، ٢٠٠٧

(إخوان أون لاين) يرصد حصاد رحلات الموت بين أبناء الدقهلية

::بواسطة::منزلاوى::
استمرت حلقات مسلسل غرق الشباب المصري في مياه البحار جريًا وراء حلم العيشة الكريمة وبعيدًا عن الفقر والإهانة في مصر، ودارت أحداثُ الحلقة الجديدة من هذا المسلسل هذه المرة في قرية بساط كريم الدين، التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية بدلتا مصر؛ حيث شهدت القرية الحزينة الأسبوع الماضي غرق 4 من أبنائها وفقدان 11 آخرين في بحر إيجا، أثناء محاولتهم الهرب من تركيا إلى إحدى الدول الأوروبية بعد سفرهم من مصر.

فجَّرت هذه الحادثة مفاجأةً من العيار الثقيل؛ حيث كشفت عن اختفاء 9 أشخاص آخرين منذ ما يقرب من 8 شهور، بعد أن أقنعهم أحد الأشخاص بشراء مركب صيد والسفر عليه من أمام برج العرب بمحافظة دمياط، إلا أنه لا أحد يعلم عنهم شيئًا حتى الآن، ولم تقدم الفاكسات ولا الاتصالات بالوزارات المختلفة أيَّ شيء للوصول إلى أي معلومات عنهم!!.

ولم يعُد أمام "بساط كريم الدين"- التي سافر منها 400 شخص إلى اليونان فقط وما زالوا بها غير الغرقى والمفقودين- سوى صلاة الغائب على مَن غابوا، وأن تنتظر من لم يأتِ بعد، وأن يناشدوا المسئولين أن يسمحوا لهم برؤية صور الجثث المشوهة لعلهم يتعرفون على أبنائهم!!.

(إخوان أون لاين) عاش هذه الأوقات الأليمة؛ حيث ذهب إلى منزل مسعد السيد الباز- أحد الضحايا- والتقينا بأم مسعد، التي حكت مأساة ابنها قائلةً: "إن مسعد سافر عن طريق رشيد، ثم توجه بعدها للإسكندرية، وقال له من قاموا بتسفيره: "إنه هيروح تركيا وبعدين يسافر اليونان، لكن خلاص ابني راح وعياله مستقبلها بقى بإيد ربنا".

وقالت أرملته من بين دموعها: "يا ريته ما سافر، بس كان نفسه يربِّي عياله أحسن تربية ويلبَّسهم أحسن لبس، بعد ما بقت بنتنا نورا عندها 17 سنة وعلى وش جواز، وكمان عندنا طارق عنده 19 سنة ولسه بيبتدي حياته، وكان عايز يأمِّن له مستقبله، لكن ما باليد حيلة، لقد ذهب أملنا في الحياة والظهر اللي كنا بنتسند عليه".

ذهب ليموت!!
وفي الجانب الآخر من القرية وداخل منزل الضحية محمود محمد عبد العظيم (33 سنة) قالت أرملته: "محمود سافر منذ حوالي شهر، وقبل أن نُرزق بابننا محمد، وكان يتمنَّى أن يراه، ولكنه فضَّل أن يذهب ليؤمِّن له مستقبله ليراه فيما بعد في أحسن صورة هو وشقيقته التي لم يتجاوز عمرها عامين".

وأضاف والده محمد عبد العظيم (مهندس زراعي): إن محمود كان يبحث عن فرصة لكي يُحسِّن بها دخله بعيدًا عن مرتب الحكومة الذي لا يكمل حتى يوم 10 في الشهر، ولكنه ذهب لكي يموت، ولو كنا نعلم ذلك ما كنا تركناه لهذا الوهم، ولكنه قدرُ الله، وقد أقنعه من قام بتسفيره بأن يذهب للسودان ومنها إلى تركيا ثم اليونان في رحلات الموت، وحسبي الله ونعم الوكيل، ونحتسب ابننا عند الله"!!.

أما أسرة إبراهيم محمد الدعدع (31 سنة- حاصل على دبلوم زراعي) فلم تصدق نبأ وفاته حتى الآن، وتنتظر الأسرة وصوله مع الناجين بعد أن عاش والداه ليلة حزينة في انتظار خبر ينفي وفاته، بعد أن كان الابن الوحيد بالإضافة إلى شقيقتيه.

وأكد والده أنه خرج في رحله مغايرة تمامًا؛ حيث خرج عن طريق اليمن ليذهب بعدها إلى تركيا وكالبقية إلى اليونان، ولكننا لم نسمع عنه أية أخبار منذ أكثر من 21 يومًا ولا حتى باتصال تليفوني.

ورفضت أسرة عبد الباقي رجب عبد الباقي التحدث؛ لأنهم لم يستوعبوا خبر موت ابنهم في أولى خطواته في الحياة بعد فشله في رحلة البحث عن عمل، وبعدما اقترض مبالغَ ماليةً كبيرةً لكي يسافر، ولكنه- كما قال أحد جيرانه-: مات ليترك لوالديه الحزن والدَّيْن!!.

وهذا ما ينتظر أكثر من 14 أسرة من نفس القرية التي أصبحت تعيش على الجمر في انتظار أية أخبار عن أولادهم الذين سافروا منذ أكثر من شهرين، وأصبحوا في عداد المفقودين ولا يعلم أحد شيئًا عنهم إلا الله.

ليست هناك تعليقات: