manzalawy blog

اشكر كل من ساهم معنا وتابعنا خلال فترة التدوين على صفحات مدونة منزلاوى فقد ادت دورها على اكمل وجه فى ظروف كانت ملائمة للمدونات فقط احب ان اقول انى احببت التدوين واحببت تلك المدونة ... manzalawy

الجمعة، يناير ٢٥، ٢٠٠٨

دور الدعاة في نصرة غزة



إن الداعيةَ إلى الله هو الضمير الحي للأمة الإسلامية، وهو القلب النابض الذي يتحرَّك ويُحرِّك الأمة لنصرة قضاياها وتبصيرها بما يُحاك لها، بل ويتعدى دوره- كما هو معلوم في التاريخ الإسلامي العظيم- ليقود الأمة في كفاحها ونضالها.


وليد شلبي
فالدعوة إلى الله ليست قاصرةً على العبادات فقط، ولكنها تتعدَّى ذلك لتشمل كل قضايا الأمة، وهذا من صميم الدعوة إلى الله؛ فلا يجوز للداعية أن يتخلَّف عن مناصرة قضايا الأمة المصيرية وتوعية الناس- كل الناس- إلى ما فيه خيرُهم وقيادةِ الجماهير نحو ما يرضي الله.

ولعل من أوجب واجبات الوقت الآن هو نصرة إخواننا المجاهدين المرابطين في غزة، ولا يجوز للدعاة أن يتخلَّفوا عن ركب النصرة، وعليهم أن يتقدَّموا الصف؛ ليتبوءوا مكانتهم الطبيعية، وليكونوا خلفاء حقيقيين لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في قيادة الأمة ومناصرة قضاياها.

فلا ينبغي للداعيةِ أن يَحصر نفسَه في دائرةٍ ضيقةٍ من العبادات والمعاملات فلا يخرجَ عنها ولا يهتمَّ بقضايا أمتِه، فيجب عليه أن يعيشَ ويعايشَ قضايا الأمة بوعيٍ تامٍّ وواضح لكل ما يدور فيها، وعليه أن يعرف المراميَ الحقيقية لدور كل عنصر من عناصر القضايا الآنية.

ولعلنا في هذه الأيام الحَبالى التي نعيشها وقد ادلهمَّت بالأمة الخطوب، وأحاط بها أعداؤها من داخلها وخارجها، لفي أَمَسِّ الحاجة لدور الدعاة في قيادة الأمة كما قادها أسلافهم، وما دور العز بن عبد السلام منَّا ببعيد في قيادة الأمة وتجييشها للدفاع عن مقدساتها في مرحلةٍ من أصعب مراحلها، حتى إن أحد مؤرِّخي الغرب حين أرَّخ لهذه المرحلة وضع سؤالاً واحدًا: "هل ستقوم لدين محمد قائمةٌ؟!!"، وترك الإجابة للتاريخ، وبعد مرور قرابة العامين فقط استعاد المسلمون مكانهم- بفضل الله- بعدة عوامل، كان منها دور الدعاة بطبيعة الحال، فعاد المؤرِّخ الغربي غير المسلم يطرح سؤالاً آخر: "هل سيقف أمام دين محمد أحد؟!!".

إن على الدعاة أن يأخذوا دورَهم في قيادة الأمة وتوجيهها الوجهة السليمة نحو مقاومة المحتل، ومشروعية ذلك، وضرب الأمثال من التاريخ والسِّيَر، وصياغة رأي إسلامي عام يتبنَّى هذه القضايا ويتحرَّك بها ويضحِّي في سبيلها، وأن يتقدَّموا الصفوفَ في كل المناشط المطلوبة؛ لضرب القدوة الصالحة للأمة، ولا بدَّ لهم أن يبيِّنوا للأمةِ عُدَّتنا ودورنا، كما سنحاول في السطور القادمة بيانه.

إن ما يحدث في غزة من مجازرَ وإبادةٍ لإخواننا الفلسطينيين لَيحتاجُ من الدعاة المخلصين وقفةً جادةً يُرضون بها ربهم، وبيانَ أنها قضيةٌ عقائديةٌ في المقام الأول بالنسبة لنا كمسلمين، وبيانَ أن المسلم يتعبَّد إلى الله- سبحانه- بالاهتمام بهذه القضية والتفاعل والتعامل معها، وتوضيحَ أن ما يحدث في قطاع غرة الآن من محاولاتٍ جادةٍ وحثيثةٍ لتركيع المجاهدين وإفشالهم لَهُو رسالةٌ واضحةُ المعالم لخطط الصهاينة ومن يدور في فلكهم لإفشال المشروع الإسلامي ككل!!.

أولاً: بيان حقيقة القضية وكيف أنها عقائدية في المقام الأول:

أهالي غزة ينتظرون من يمد إليهم يد العون لمواجهة الحصار
ونحن كمسلمين نعتبرها أرضًا مقدسةً ووقفًا لنا، ولا يجوز لأي فردٍ- كائنًا من كان- أن يتنازلَ عن شبرٍ منها، كما أننا نعتقد أنه بتمسُّكنا بفلسطين وأهلنا فيها إنما نتقرَّب إلى الله، ونأمل منه المثوبة والرضوان، ولا نفعل ذلك لأي سببٍ مادي دنيوي ضيقٍ زائلٍ.

ثانيًا: الدعم المالي والمعنوي:
فعلى الدعاة بيان ثواب ومكانة البذل وأهمية أن نقدِّمَ كلَّ ما نستطيع من جهدٍ وطاقةٍ ومالٍ لنصرة أهلنا في غزة؛ تقرُّبًا وطاعةًَ لله عز وجل، وعدم الركون إلى الدنيا والشحِّ المطاع، وأن نعتبر أن هذا جزءٌ من جهادنا بالمال، ولا نقصِر التبرُّع على المبالغ الكبيرة وحسب، ولكن لو بقرش نتبرع به؛ "فرُّب درهم سبق ألف درهم"، ولا ينبغي أن يقتصرَ دورُنا على التبرُّع فقط؛ ولكن أيضًا نحثُّ غيرنا على التبرع؛ فالدال على الخيرِ كفاعله.

ومعنويًّا:
على الدعاة بيان ضرورة إشعار إخواننا في فلسطين أنهم ليسوا وحدَهم في صراعِهم مع اليهود، وإنما نحن من خلفهم؛ ندعمهم بكلِّ ما نستطيع وما نملك من وسائلَ؛ لنكون داعمين لهم في جهادِهم الطويل والمرير مع الصهاينة.

ثالثًا: توريث الأبعاد الحقيقة للقضية:
وتوضيح ضرورة معرفةِ كافة أبعاد وحقائق القضية الفلسطينية لجميع الفئات، وبخاصةٍ الأطفال؛ حتى ينشئوا منذ نعومةِ أظافرهم على هذا الفهم، ولينموَ ويكبرَ معهم شعورُهم بحقِّهم في هذه الأرض المقدسة، وحتى لا تضيعَ هذه القضية في غياهبِ السنين كما يريد لها الصهاينة الغاصبون؛ فلا بد للقضية الفلسطينية أن تظلَّ حاضرةً في ذَهْنِ أبنائنا منذ الصغر حتى تُحرَّرَ الأرض بإذن الله أو يورثوها لأبنائهم.

وكذلك لن ننسى أن نربِّيَ أبناءَنا على معرفةِ التاريخ الدامي للصهاينة مع إخواننا في فلسطين، وتعريفهم بكلِّ جرائمهم البشعة قديمًا وحديثًا؛ حتى تعرفَ الأجيال مدى بشاعةِ وجرم اليهود عبر العصور المختلفة.

رابعًا: تشجيع الناس على البذل والتضحية:
سواءٌ بالمال أو الوقت أو الجهد، وبيان أن هذا هو أقل ما يمكن بذله لنصرة المجاهدين، وبيان فضل البذل والتضحية ونصرة المسلم، وحثهم على المشاركة الفاعلة في قوافل الإغاثة المتنوعة.

خامسًا: جعل المساجد مناراتٍ للعلم والمعرفة:
من خلال إقامة دروس ومعارض وحلقات علمٍ، واستغلال دُور المناسبات والجمعيات والمنتديات؛ لتُعرَض فيها صورٌ وأفلامٌ لما يحدث في غزة من مجازرَ وانتهاكاتٍ، وتنظيم ندوات جماهيرية للمناقشة حول ما ينبغي عمله والأدوار المتاحة لزيادة وعي الأمة بما يجري.


المنبر وسيلة إعلامية يجب الإفادة منهاسادسًا: الإفادة من المنبر كوسيلة إعلام:
فإذا كان اليهود يسيطرون على الإعلام العالمي، ويسوِّقون لأهدافهم، ويبرِّرون جرائمهم، فنحن لسنا بأقلَّ منهم في ذلك؛ فعلينا الإفادة من كل وسائل الإعلام المتاحة لنا داخليًّا وخارجيًّا، وإن صعُبت علينا الإفادة من وسائل الإعلام الخارجية بالصورة المطلوبة، فلا أقل من أن نتعاملَ بجدية مع المنابر وحِلَق المساجد على أنها إحدى أهم وسائل الإعلام الجماهيري، وعدم إغفال دورها المهم في تكوين الرأي العام، وبيان مشروعية المقاومة وإظهار الدور المطلوب منا كمسلمين، وتوضيح وسائل دعم القضية الفلسطينية بكلِّ ما هو متاح.

وهناك دورٌ إعلاميٌّ لا يمكن إغفالُه كذلك، وهو أن يتحوَّلَ كل فردٍ إلى وسيلةٍ إعلاميةٍ، يعرض آخرَ التطورات والمستجدات للقضية أمام عموم الناس، ويبيِّن لهم حقيقةَ الأمور، وينشر آراءَ المجاهدين الفلسطينيين التي يسمعها أو يراها في مختلف وسائل الإعلام.

ولعل من الدور الإعلامي المهم للمنبر كشف خداع المصطلحات والأسماء، وتوضيح معانيها الصحيحة في أذهان الناس وفي حديثهم، وتوضيح أن الجهاد ومقاومة المحتل ليس إرهابًا، والعمليات الاستشهادية ليست انتحارًا.

سابعًا: غرس قيم الجدية والإيجابية في النفوس:
وذلك ببيان أن القضيةَ الفلسطينيةَ هي القضية الإستراتجية والمحورية لكلِّ مسلمٍ غيورٍ محبٍّ لدينِه، ولا بد لكلٍّ منَّا أن يبحثَ عن دورٍ خاصٍّ له ينصر به فلسطين في حدود إمكاناتِه الشخصية والفردية؛ حتى يُعذر إلى الله عزَّ وجل، فالمسئولية فردية، ولا بد أن نفرغ وسعنا- كلٌّ على قدر طاقته- حتى تكونَ القضية شاغلةً فكرَنا، ولتبين مدى ما تمثِّله القضية من خريطةِ اهتماماتِنا الشخصية.

وبيان أنه مهما بذلنا وضحينا وبذلنا من جهد فلن يساويَ ليلةً واحدةً يعيشها أطفال فلسطين تحت الذلِّ والهوانِ والحصارِ وانعدام أبسط وسائل الحياة، ومع ذلك يقاومون ويجاهدون ويبذلون ويضحون.

ثامنًا: توضيح أهمية وخطورة القضية:

فلا بد أن نوضح لعموم الناس وبكل أطيافهم وميولهم أن المقاومين في غزة خطرٍ بالغٍ، وأنها هي البداية لاستكمال أسطورة "إسرائيل" الكبرى، وأن الصهاينة لم ولن يكونوا في يومٍ من الأيامِ دعاةَ سلامٍ وأمان، وفي التاريخ من الأحداث والعبر ما يؤكد هذا منذ قَتْلِهِمُ الأنبياءَ قديمًا وحتى الأطفال والمرضى حديثًا.

وكذلك ضرورة توضيح البعد الديني للصراع، وأنه ليس قوميًّا أو وطنيًّا فحسب، ولكنه في المقام الأول صراع ديني وضرورة بيان الأبعاد التاريخية للقضية، وفضح الجرائم والفظائع والمذابح التي ارتكبها الصهاينة عبر تاريخهم.

ولنوضح إنهم دائمًا متعطشون للدماء (فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعًا, بَقَرًا وَغَنَمًا, جَمَلاً وَحِمَارًا(8) وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيًّا, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ (9) وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا (10) وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: (11) "نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي". (صموئيل الأول 15: 3- 11).وفي نصٍّ آخر أكثر وضوحًا للعقيدة الفاسدة نجد فيه: وقال موسى يا رب! لماذا خلقت شعبًا سوى شعبك المختار؟! فقال: لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم. (سفر المكابيين الثاني، 15: 34).


أطفال غزة ينددون بصمت العرب على حصارهمتاسعًا: نشر ثقافة مقاومة المحتل:
وبيان مشروعيتها في جميع الأوساط والدوائر التي يتعامل معها الداعية وإبراز النماذج المشرقة من المجاهدين والمقاوِمين عبر العصور، وبيان دور التيار الإسلامي في هذا الجانب وتضحيتهم فيه.

وإبراز دور المجاهدين الفلسطينيين العُزَّل في مقاومة المحتل بأقل الإمكانات، وتسلحهم بالإيمان قبل كل شيء، ولعل هذا هو سبب تضحية الآباء بأبنائهم في سبيل الله وإبراز دور هؤلاء الآباء ودور الأطفال كذلك في مواجهة هذا الحصار الخانق بكل رجولة.

عاشرًا: تأكيد أهمية التربية الإيمانية:
وتربية النفس على الالتزام بالطاعات والعبادات والآداب الإسلامية، وبيان أن الخللَ يأتي من داخلِنا قبل أن يأتيَ من خارجنا، وتوضيح تنوُّع أشكال الجهاد وتعددها، وأنه لا يقتصر على دور واحد وألا نستصغرَ دورَنا، وتفعيل أسلحة الدعاء وقيام الليل بين أبناء الأمة.

وتربية الأمة على التخلص من كل أسبابِ الضعف التي تعيق التقدم لمقاومة الأعداء: مثل ضعف الإرادة، كالهم والحزن، وضعف الإنتاج بالعجز والكسل، وضعف القلب بالجبن والبخل، وضعف العزة والكرامة بالدَّين والقهر، فكان من دعاء النبي- صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال".

حادي عشر: إعادة ثقة الأمة بنفسها فرديًّا وجماعيًّا:
وبقدرتها على مواجهة شتى أنواع الخطوب والتحديات مهما عظمت، ومقاومة روح الانهزامية والإحباط التي قد تسود في فترةٍ من الفترات نتيجةً لعلو شأن الأعداء، فعلى الدعاة التركيز على بثِّ هذه الروح لكي لا يفتتن الناس أو يخوروا بقوة العدو، وأن يثقوا بنصر الله إذا حققوا موجباته، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(111)﴾ (التوبة)، وقال سبحانه: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: من الآية 47)، وقال:﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ (يوسف: من الآية 109).

وقال تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(21)﴾ (المجادلة)، يقول الشهيد سيد قطب في تفسير هذه الآية: "والمؤمن يتعامل مع وعد الله على أنه الحقيقة الواقعة، فإذا كان الواقع الصغير في جيلٍ محدودٍ أو في رقعةٍ محدودةٍ يخالف تلك الحقيقة، فهذا الواقع هو الباطل الزائل.. فلا يخالج المؤمن شكٌّ في أن وعد الله هو الحقيقة الكائنة التي لا بد أن تظهرَ في الوجود، وأن الذين يُحَادُّونَ الله ورسوله هم الأذلُّون، وأن الله ورسله هم الغالبون، وأن هذا هو الكائن الذي لا بد أن يكون، ولتكن الظواهر غير هذا ما تكون".

فعلى هذه المعاني لا بد أن يربِّيَ الدعاةُ الأمةَ وأن يغرسوا فيها الأملَ بنصرِه سبحانه والثقةَ التامةَ بمعيتِه للمجاهدين المخلصين في سبيله؛ حتى لا تنخرَ في جسد الأمة روحُ الذل والهوان والتراخي والركون إلى حياةِ الدعة والتراخي والتهاون.

فنحن كمسلمين أولاً وكملتزمين بدين الله ثانيًا أقوى من كل قُوى الباطل في الأرض بديننا وإيماننا بالله وبعقيدتنا وقرآننا وأخلاقنا وبثقتنا بنصر الله إذا نحن نصرناه حقَّ النصر في ذوات نفوسنا وواقعِ الحياة.

ثاني عشر: تفعيل سلاح المقاطعة:
وذلك بالحديث المستمر عن ضرورة مقاطعة بضائع الأعداء الصهاينة ومَن عاونهم، وأننا نتعبَّد لله سبحانه وتعالى بهذه المقاطعة وعدم استصغار حجم المقاطعة مهما قلَّ.

فعلى دعاة الأمة أن يتبوءوا مكانتَهم الرائدةَ، وألا يتخلَّوْا عنها، وأن يقودوا الأمةَ في معركتها، وأن ينصروا إخوانهم قولاً وعملاً وتوجيهًا، وأن يعطوا من أنفسهم القدوةَ والمثلَ والتضحيةَ الواجبةَ تجاه دينِهم ليعذروا إلى ربهم، وينالوا رضاه وليكونوا حلقةً في السلسلةِ المضيئةِ لدعاة الأمة الأفذاذ.

وفد من نواب الإخوان يُقدِّم 5 شاحنات أغذية ومواد تموينية للمحاصرين في غزة




توجَّه وفدٌ من نواب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين إلى معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة في صحبة 5 شاحناتٍ بها مواد غذائية وتموينية للمحاصرين في القطاع؛ حيث استمرَّ تدفق الشاحانات منذ اليومين الماضيين.

وفي تصريحٍ لـ"إخوان أون لاين" أشار سعد خليفة- عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين- أثناء عودته من رفح إلى أنه كانت هناك سيولةٌ في تدفق الفلسطينيين من وإلى رفح المصرية، حتى التاسعة صباح اليوم الجمعة، بعدها مارست قوات الأمن ضغوطًا لمنع تدفق الفلسطينيين إلى مصر مع السماح لهم بدخول القطاع.

وقال خليفة: "خرجنا من السويس مساء الأربعاء، ووصلنا العريش في الثانية صباحًا، ثم وصلنا رفح في الرابعة فجرًا؛ وكان هناك سيولة في الحركة والطرق مزدحمة بالشاحنات الذاهبة لرفح الفلسطينية من خلال شباب فلسطيني ومصري، وكانت قوات الأمن تُنظِّم العمليةَ حتى التاسعة صباحًا، بعدها بدأوا يمنعون دخول العربات ناحية السلك، لكن في هذا التوقيت كانت تُفرَّغ الشاحنات".

وأشار خليفة إلى انتشار قوات الأمن المصرية على السلك الحدودي؛ حيث بدأ التخفيف من دخول فلسطين حتى الساعة الواحدة والنصف ظهر اليوم، وأشار إلى أن هناك أنباءً عن تعامل قوات الأمن مع الفلسطينيين بخراطيم المياه لإجبارهم على دخول غزة؛ تمهيدًا لغلق المعابر.

هذا، وقد ضمَّ وفد الكتلة النواب: سعد خليفة وعباس عبد العزيز نائبَي محافظة السويس، وصبري خلف الله ود. حمدي إسماعيل نائبَي محافظة الإسماعيلية، وعادل البرماوي ومحمد مصطفى العدلي نائبَي محافظة الغربية.


الجمعة، يناير ١٨، ٢٠٠٨

اغضب

اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين
اغضب فإن الأرض تـُحنى رأسها للغاضبين
اغضب ستلقىَ الأرض بركاناً ويغدو صوتك الدامي نشيد المُتعبين

اغضب
فالأرض تحزن حين ترتجف النسور
ويحتويها الخوف والحزن الدفين
الأرض تحزن حين يسترخى الرجال
مع النهاية .. عاجزين

اغضب
فإن العار يسكـُنـُنا
ويسرق من عيون الناس .. لون الفرح
يقتـُل في جوانحنا الحنين
ارفض زمان العهر
والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين
اغضب
فإنك إن ركعت اليوم
سوف تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب
فإن الناس حولك نائمون
وكاذبون
وعاهرون
ومنتشون بسكرة العجز المهين
اغضب
إذا صليت .. أو عانقت كعبتك الشريفة .. مثل كُل المؤمنين
اغضب
فإن الله لا يرضى الهوان لأمةٍ
كانت - وربُ الناسِ- خير العالمين
فالله لم يخلق شعوباً تستكين

اغضب
إذا لاحت أمامك
صورة الكهان يبتسمون
والدنيا خرابٌ والمدى وطنٌ حزين
ابصـُق على الشاشات
إن لاحت أمامك صورة المُتـنطعين
اغضب
إذا لملمت وجهك بين أشلاء الشظايا
وانتزعت الحلم كي يبقى على وجه الرجال الصامدين
اغضب
إذا ارتعدت عيونك
والدماء السود تجرى في مآقي الجائعين

إذا لاحت أمامك أمة مقهورة خرجت من التاريخ
باعت كل شئٍ
كل أرضٍ
كل عِرضٍ
كل دين

ولا تترُك رُفاتك جيفةً سوداء كفنها عويل مُودعِـين
اجعل من الجسد النحيل قذيفة ترتج أركان الضلال
ويُـشرق الحق المبين
اغضب
ولا تُسمع احد

فإنك إن تركت الأرض عارية
يُـضاجعها المقامر .. والمخنث .. والعميل
سترى زمان العُـهر يغتصب الصغار ويـُـفسد الأجيال
جيلا ً.. بعد جيل
وترى النهاية أمة . مغلوبة . مابين ليل البطش . والقهر الطويل
ابصق على وجه الرجال فقد تراخى عزمُهم
واستبدلوا عز الشعوب بوصمة العجز الذليل
كيف استباح الشرُ أرضك ؟
واستباح العُهر عرضك ؟
واستباح الذئبُ قبرك ؟
واستباحك فى الورى
ظلمُ الطـُغاةِ الطامعين ؟؟؟

اغضب
إذا شاهدت كـُهَّان العروبة كل محتال تـَخـفـَّى في نفق
ورأيت عاصمة الرشيد رماد ماضٍ يحترق
وتزاحم الكـُهَّان فى الشاشات تجمعهم سيوف من ورق
اغضب
كـَـكـُـلِّ السَّاخطين
اغضب
فإن مدائن الموتى تـَضجُّ الآن بالأحياء .. ماتوا
عندما سقطت خيول الحـُـلم وانسحقت أمام المعتدين

إذا لاحت أمامك صورة الأطفال في بغداد
ماتوا جائعين
فالأرض لا تنسى صهيل خيولها
حتى ولو غابت سنين
الأرض تـُـنكر كـُـلَّ فرع عاجز
تـُـلقيهِ في صمت تـُـكـفـِّـنـُـه الرياح بلا دموعٍ أو أنين
الأرض تكره كل قلبٍ جاحدٍ
وتحب عـُـشاق الحياة
وكل عزمٍ لا يلين
فالأرض تركع تحت أقدام الشهيد وتنحني
وتـُـقبِّـل الدم الجسور وقد تساقط كالندى
وتسابق الضوءان
ضوء القبر .. في ضوء الجبين
وغداً يكون لنا الخلاص
يكون نصر الله بـُشرى المؤمنين

اغضب
فإن جحافل الشر القديم تـُـطل من خلف السنين
اغضب
ولا تسمع سماسرة الشعوب وباعة الأوهام .. والمتآمركين
اغضب
فإن بداية الأشياء .. أولها الغضب
ونهاية الأشياء .. آخرها الغضب
والأرض أولى بالغضب
سافرت في كل العصور
وما رأيت .. سوى العجب
شاهدت أقدار الشعوب سيوف عارٍ من خشب
ورأيت حربا بالكلام .. وبالأغاني .. والخـُطب
ورأيت من سرق الشعوب .. ومن تواطأ .. من نهب
ورأيت من باع الضمير .. ومن تآمر .. أو هرب
ورأيت كـُهانا بنوا أمجادهم بين العمالة والكذب
ورأيت من جعلوا الخيانة قـُدس أقداسِ العرب
ورأيت تيجان الصفيح تفوق تيجان الذهب
ورأيت نور محمد يخبو أمام أبى لهب
فاغضب فإن الأرض يـُحييها الغضب
اغضب
ولا تُسمع أحد
قالوا بأن الأرض شاخت .. أجدبت
منذ استراح العجز في أحشائها .. نامت ولم تُنجب ولد
قالوا بأن الله خاصمها
وأن رجالها خانوا الأمانة
واستباحوا كل عهد
الأرض تحمل .. فاتركوها الآن غاضبة
ففي أحشائها .. سُخط تجاوز كل حد
تـُخفى آساها عن عيون الناس تـُنكر عجزها
لا تأمنن لسخط بركان خمد لو أجهضوها ألف عامٍ
سوف يولد من ثراها كل يومٍ ألف غد

اغضب
ولا تُسمع أحد
أ سمع أنين الأرض حين تضم في أحشائها عطر الجسد
أ سمع ضميرك حين يطويك الظلام .. وكل شئ في الجوانح قد همد
والنائمون على العروش فحيح طاغوت تجبّر .. واستبد
لم يبق غير الموت
إما أن تموت فداء أرضك
أو تـُباع لأي وغد
مت في ثراها
إن للأوطان سراً ليس يعرفه أحد

الذعر يجتاح المغتصبات الصهيونية والعدو يستخدم أسلحة دمار في غزة!!



حالة من الذعر والفزع يعيشها سكان مغتصبة سديروت بسبب صواريخ القسام التي تنهمر عليهم من كل حدبٍ وصوبٍ؛ مما دفعهم إلى وصف الجيش الصهيوني بالفاشل لعدم قدرته على التصدي لصواريخ القسام التي أسفرت عن إصابة 40 صهيونيًّا، فيما وصل عدد الصواريخ حتى الآن 183 صاروخًا كردٍّ أولي على المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة منذ ثلاثة أيام.

وذكرت صحف العدو الصهيوني جانبًا من الأحاديث المتداولة في الشارع الصهيوني بأن ما يحدث الآن يُذكرهم بهزيمة الجيش الصهيوني في جنوب لبنان صيف 2006م، وأن "الحظ" وحده هو ما يحول دون سقوط قتلى، فيما غادر عددٌ من المغتصبين منازلهم هربًا من صواريخ القسام.

وفي الداخل الفلسطيني حذَّر د. باسم نعيم- وزير الصحة الفلسطيني في حكومة تسيير الأعمال- من كارثة صحية وإنسانية في قطاع غزة؛ مما يحيله إلى منطقةٍ منكوبةٍ نتيجةَ النقص الخطير في الأدوية ومستلزمات العلاج.

وقال د. نعيم: إننا لم نعد نجد حتى الأكفان لتكفين الشهداء؛ مما اضطرنا إلى تكفينهم في أغطية الأسرَّة الموجودة بالمستشفى، مناشدًا الأمة العربية والإسلامية، ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الصحية سرعة التدخل قائلاً: غزة تموت ودم أبنائها ينزف بغزارة.من جهةٍ أخرى طالب نواب حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني في البرلمان الحكومة الأردنية بسحب سفيرها من تل أبيب، وتقديم مذكرة احتجاج لدى سفير الكيان الصهيوني، وضرورة إتاحة الفرصة للمصابين والمرضى في غزة والضفة لتلقي العلاج بالأردن.

كما انتقد النواب عدم موافقة الحكومة على تنظيم مسيرات احتجاج تُندد بهذه المجازر التي يتعرض لها قطاع غزة، مستنكرين السبب الذي أعلنته الحكومة وهو الانتظار مدة 72 ساعةً بعد مرور الأحداث!! مشيدين بموقفها حين سمحت بتنظيم مسيرات احتجاج وقت اغتيال الدكتور الرنتيسي

الجمعة، يناير ١١، ٢٠٠٨

زيارة بوش وقلب الحقائق



جاءت زيارة بوش إلى المنطقة العربية هذه الأيام لتقلب حقائقَ واضحةً وتُدحض أدلةً مقنعةً وتجعل الحقَّ باطلاً والباطلَ حقَّا؛ حيث عبَّر بوش أثناء زيارته عن هدفه من الزيارة بقوله: "أنا أعتبر أن وصولي للمنطقة هو في حدِّ ذاته دفعة لعملية السلام"!!.

سبحان الله!! وصول هذا المجرم دفعة للسلام!! أي سلامٍ يقصده؟! هل ما يحدث لإخواننا العراقيين من قتلٍ وتشريدٍ على أيدي قوات الاحتلال سلام؟!.. هل حصار شعبٍ بريء كل ما يريده أن ينعم بحقِّه في الحياة على أرض وطنه سلام؟! هل القلاقل والفتن التي أثارتها أمريكا في الوطن العربي سلام؟!.

وتصريحات بوش هذه تُذكرني بتصريحات فرعون مصر عندما أعلن في قومه أنه يرى الرأي السديد ويهدي قومه إلى سبيل الرشاد مع أنه كان يسوقهم إلى الهاوية.. قال تعالى: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (غافر: من الآية 29).

والقاسم المشترك في كلا التصريحين هو قلب الحقائق؛ فمجرم الحرب بوش دفعة للسلام، وفرعون المفسد الظالم المستبد يهدي قومه إلى سبيل الرشاد، وقوم فرعون يُؤمِّنون على كل ما يقوله الطاغية، كما أن أتباع بوش في العالم يُؤمِّنون على ما يقوله بوش.

ومن قلبِ الحقائق أيضًا مطالب بوش بضرورة تحرك الرئيس عباس لمعالجة الأمور الصعبة في غزة- على حدِّ تعبيره- ومحاربة مَن أسماهم بـ"المتطرفين"!!، ووقف ما تفعله حماس، زاعمًا أنها لم تجلب سوى الشقاء للشعب الفلسطيني.

سبحان الله.. مَن يدافع عن أرضه ويطالب بحقوقه أصبح متطرفًا، مَن يحرص على مصلحة شعبه أصبح مفسدًا ويجلب له الشقاء، وهذا التصريح أيضًا يُذكرنا بتصريح الطاغية فرعون عندما اتهم نبي الله موسى أنه إرهابيٌّ ينشر الفوضى والفساد في الشعب؛ حيث يقول تعالى ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ (26)﴾ (غافر) فرعون يخاف من نبي الله موسى- عليه السلام- أن يُبدِّل الدين وأن يظهر الفساد في الأرض، ونسي فرعون أنه هو مَن قتَّل الرجال واستحي النساء ونشر الفساد، وقد قال الله تعالى عنه في سورة القصص: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4)﴾ (القصص).

هكذا بكل بساطة يُصبح المفسدُ مصلحًا والمصلح مفسدًا، يصبح مجرمو الحرب دعاة للسلام، ومن يدافعون عن عرضهم وأوطانهم وشعبهم إرهابيين ومتطرفين، وأنا لا أعيب على بوش قدر ما أعيب على رجل شرقي عربي- كأبي مازن- يُخفي عينيه ويصم أذنيه عن هذه الحقائق، فلا يرى إلا ما يرى الأعداء ولا يسمع إلا ما يقوله الأعداء، ويمشي وراءهم ضاربًا بمصلحة شعبه ووطنه عرض الحائط، ويُصرِّح مثل تصريحاتهم، فيقول: "إن زيارة بوش تاريخية!!، ونحن راضون تمامًا عن نتائج الزيارة، وتحدثنا عن جميع المواضيع، ونحن نُعرب عن تقديرنا لدعمه"!!.

أي دعمٍ تقصد يا مَن خُنت الله أولاً وخنت شعبك ثانيًا؟! هل تشديد الحصار على شعبك دعم؟! هل ملاحقة المقاومين الشرفاء الذين يضحون بأرواحهم من أجل وطنهم دعم؟! هل قتل الأطفال والنساء دعم؟! هل منع الدواء عن المرضى حتى يموتوا ومنع الرواتب عن الموظفين حتى يجوعوا دعم؟ هل تشريد الأهل ومنع العالقين من دخول أرضهم دعم؟! هل هذا الدعم الذي تُقدِّره وترضى عنه؟! بئس الدعم إذن.

لقد خلعت عقلك من رأسك، وصممتَ أذنيك، وطُمِستْ عيناك، فأصبحت لا تُفكِّر ولا تسمع ولا ترى، وإن رأيت رأيت الحقائق مقلوبةً كما يُريها لك حبيبك وصديقك المجرم بوش، وكما ورد في الأثر "حُبك الشيء يُعمي ويصم

المرشد العام يهنئ الأمة الإسلامية ومعتقلي الإخوان وأسرهم بالعام الهجري



يتقدم فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- بخالص التهاني للأمتين العربية والإسلامية، ولكل الإخوان في بقاع الأرض بمناسبة العام الهجري الجديد، داعيًّا الله عز وجل أن يكون عام خير وسلام لكل المسلمين.

كما بعث فضيلته بتهنئة خاصة للإخوان المعتقلين، وخاصة الذين يُحاكَمون أمام المحكمة العسكرية وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام، والدكتور محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد، وأكد لهم أن محنتهم منحة من الله عز وجل لنصرة دينه، ورفعة شأنه، مشيرًا إلى أن الهجرة كانت مرحلةً فاصلةً في تاريخ الأمة الإسلامية، وأنها جاءت بعد صبر من الرسول الكريم وصحبه، على الابتلاء وتحمل الأذى في سبيل نشر الدين الإسلامي.

ودعا فضيلته كل الإخوان إلى استلهام هذا الدرس المهم من سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام في تحمل الأذى، والصبر على الابتلاء في سبيل رفعة دينه.

كما وجَّه فضيلته التهنئة لأسر المعتقلين الذين ضربوا المثل في الصبر والصمود على فراق الأب والأخ والجد، مؤكدًا أن الهجرة حملت كثيرًا من هذه المواقف، وكانت النهاية هي نصر الله لدينه وتقوية ظهر أنصاره.

ولم ينس فضيلته الشعب الفلسطيني، متمنيًّا أن يحمل العام الهجري الجديد كل الخير لهم وقد توحد الصف الفلسطيني، ونبذت فصائله الخلافات ووضعت مصلحة الشعب الفلسطيني المجاهد في مقدمة أولوياتها.