تمكن مهندسان فلسطينيان من قطاع غزة، الذي يعاني من الحصار المشدّد منذ نحو عامين، من تحويل إحدى السيارات التي تعمل بوقود البنزين للعمل من خلال الكهرباء، وذلك في ظل تقنين إدخال قوات الاحتلال للوقود إلى القطاع، وتوقف حوالي 80 في المائة من السيارات.
ويأتي الابتكار الفلسطيني الجديد بعد تمكّن الفلسطينيين من تشغيل سياراتهم من خلال خلط زيوت الطهي مع السولار، لتكون وقوداً للسيارات على الرغم من الرائحة الكريهة التي تصدرها السيارات جراء سيرها على هذا الوقود والمخاطر الصحية والبيئية التي تحدثت عنها بعض الجهات المراقبة.
إلاّ أنّ هذا الابتكار الجديد ليس له مخاطر بيئية، بل هو رفيق بالبيئة ويجنب الجوّ العوادم المنبعثة من وقود السيارات.
واشترك في تحويل هذه السيارة، وهي من نوع "بيجو" فرنسية الصنع، كل من المهندسين وسيم الخزندار وفايز عنان، حيث نجحت تجربة سيرها في شوارع مدينة غزة لمدة أسبوعين بشكل طبيعي.
وقال الخزندار، وهو صاحب محل لتجهيز شواحن الكهرباء والبطاريات، إنّ الفكرة جاءت مع حدوث أزمة المواصلات وانقطاع الوقود، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة. وأضاف أنّ تحويل أي سيارة إلى هذا الطراز، يكلف 2500 دولار، وأنه وزميله عنان يسعيان إلى تطوير المشروع.
وأوضح المهندس الفلسطيني أنه قام بتغيير نظام السيارة بالكامل، حيث أصبحت تسير على الكهرباء بدلاً من الوقود، وعمد إلى وضع عدد من البطاريات التي يتم شحنها من أجل تشغيل السيارة من خلال جهاز تحكم يتم وضعه بجانب مقود السيارة وساعة لمعرفة السرعة والشحن.
وقال الخزندار إنّ ما توصل إليه هو أنه إذا تم شحن السيارة لمدة سبع ساعات فإنها تسير مسافة 180 كيلومتراً بسرعة 100 كيلومتر في الساعة.
وأشار إلى أنّ هذه الفكرة تم تطبيقها حالياً على السيارات الصغيرة، ولكن يجري العمل من أجل تطبيقها على السيارات الكبيرة والشاحنات أيضاً.
ومن جهته؛ قال المهندس عنان لوكالة "قدس برس"، إنّ "الحاجة أمّ الاختراع، وإننا كشعب فلسطيني لن نخضع للحصار ولن نستسلم له طالما أنّ هناك عقولاً فلسطينية تفكر وتبتكر، وإننا حتماً سنصل إلى ما نريد"، وفق تأكيده.
وأضاف عنان بثقة "صحيح أنّ تكلفة تحويل أي سيارة (لهذا النظام) عالية (2500 دولار)، ولكن إذا ما نجح هذا المشروع فإننا قد نستغني عن الوقود (بثمنه) المرتفع جداً عندنا إن وُجد، كما أنّ شوارعنا لا تحتاج لسرعات كبيرة نظراً لصغر مساحة القطاع وزيادة عدد السيارات" على طرقاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق