واصلت المعارضة اللبنانية يتقدمها حزب الله اليوم قيادة الإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد العمالي العام في لبنان أمس، احتجاجًا على السياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة، والذي يرافقه قطع العديد من طرق بيروت وخصوصًا الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار العاصمة التي يسودها هدوء حذر عقب اشتباكات متفرقة
ويعقد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله مؤتمرًا صحفيًّا يحدد فيه المواقف من التطورات الأخيرة لإعلان الموقف من التطورات، وخصوصًا القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة غير الشرعية في لبنان على حد تعبير الدعوة.
واستمر توقف الحركة صباح اليوم في المطار الوحيد في لبنان بعد تعليق شركات للطيران رحلاتها منذ منتصف ليل الأربعاء وحتى ظهر الخميس من بينها الشركة الوطنية بسبب غلق جميع الطرق المؤدية إلى مطار رفيق الحريري الدولي.
ولم تشهد العاصمة بيروت حركةً إلى حد كبير جدًّا فيما استمرت النيران مشتعلةً في بعض الإطارات التي وضعت لقطع الطرقات إضافةً إلى سواتر ترابية في النقاط الحساسة أو مكعبات أسمنتية، وواصلت القوى الأمنية انتشارها الواسع في بيروت الذي لم يحل دون وقوع اشتباكات مسلحة متعددة بين أنصار للمعارضة والحكومة.
من ناحيته اتهم مفتي السنة الشيخ محمد رشيد قباني حزب الله بمحاولة الهيمنة على لبنان بدعم خارجي تحت غطاء المقاومة، داعيًا قادة الحزب إلى سحب المسلحين من شوارع بيروت، محذرًا من فتنة مذهبية.
كما اتهمت حكومة السنيورة حزب الله بالتحضير لعصيان مسلح من أجل الاستيلاء على السلطة وهاجمت قوى "14 آذار" الحزب واتهمته بأنه حدد بالسواتر والمكعبات والدواليب المشتعلة حدود دولته، وأنه يتبع أسلوب الثورة بالعنف والنار، وأنه أخذ بيروت "رهينة" على حد وصفها.
فيما أعلنت المعارضة أن الإضراب الذي تشهده بيروت هو عصيان مدني حتى تتراجع الحكومة عن القرارات الأخيرة التي اتخذتها ضد أمن حزب الله والمقاومة، مشددةً على أن الإضراب سيستمر حتى تراجع الحكومة قراراتها بشأن شبكة هاتف المقاومة، وإقالة رئيس جهاز أمن المطار.
وأكدت مصادر المعارضة أنها ستعتصم في خيام في حرم مطار بيروت على غرار الاعتصام المستمر منذ ما يزيد على عام أمام السراي الحكومي.
كما أجرى "حزب الله" وحركة "أمل" والمجلس الأعلى الإسلامي الشيعي مشاورات، وتدارسوا القرارات الحكومية التي صدرت الثلاثاء بإحالة قضيتي شبكة اتصالات حزب الله الهاتفية ومراقبته مطار بيروت الدولي أمام القضاء المختص باعتبارهما اعتداءً على سيادة الدولة وتنحية قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير الذي تعتبره الأكثرية مقربًا من حزب الله وإعادته إلى ملاك الجيش.
وفي أول تعليق أمريكي على الأحداث، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك بأن أحداث الأمس تؤدي فقط إلى الإضرار بمصلحة الشعب اللبناني محذِّرًا من أن قطع طريق مطار بيروت سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالسياحة التي تمثل مصدرًا مهمًّا في الاقتصاد اللبناني.
أما مصر فأبدت على لسان أحمد أبو الغيط وزير الخارجية قلقها من أحداث العنف التي شهدتها بيروت، وحذرت من أن اللجوء إلى الشارع يدفع لبنان إلى مخاطر غير محسوبة العواقب، وشددت على أهمية الدور المحوري الذي يضطلع به الجيش اللبناني وقوى الأمن في تحقيق الأمن والهدوء.
وكان لبنان قد شهد أمس إضرابًا عامًّا دعا إليه الاتحاد العمالي ليوم واحد من أجل الاحتجاج على سياسة التجويع والظلم ومطالبة الحكومة بتصحيح الأجور شمل معظم المناطق خاصةً في بيروت.
ولاقت الدعوة للإضراب استجابةً وصُفت بـ"الواسعة" وأغلقت المحال التجارية أبوابها على طريق المطار، فيما قرر الاتحاد العمالي العام تأجيل المظاهرة التي كانت مقررةً أمس لأسباب أمنية.
وعقد رئيسه غسان غصن مؤتمرًا صحفيًّا أعلن فيه تعليق المظاهرة بعد أن تبين أن الحكومة عاجزة عن حماية حرية التحرك، وطالب الجهات المختصة بحماية التحرك السلمي، مشددًا على أن الحكومة مسئولة عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانيها عمال لبنان، ودعاها إلى إيجاد حلول جذرية لا "جرعات مخدرة" على حد تعبيره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق