manzalawy blog

اشكر كل من ساهم معنا وتابعنا خلال فترة التدوين على صفحات مدونة منزلاوى فقد ادت دورها على اكمل وجه فى ظروف كانت ملائمة للمدونات فقط احب ان اقول انى احببت التدوين واحببت تلك المدونة ... manzalawy

الجمعة، يناير ١١، ٢٠٠٨

زيارة بوش وقلب الحقائق



جاءت زيارة بوش إلى المنطقة العربية هذه الأيام لتقلب حقائقَ واضحةً وتُدحض أدلةً مقنعةً وتجعل الحقَّ باطلاً والباطلَ حقَّا؛ حيث عبَّر بوش أثناء زيارته عن هدفه من الزيارة بقوله: "أنا أعتبر أن وصولي للمنطقة هو في حدِّ ذاته دفعة لعملية السلام"!!.

سبحان الله!! وصول هذا المجرم دفعة للسلام!! أي سلامٍ يقصده؟! هل ما يحدث لإخواننا العراقيين من قتلٍ وتشريدٍ على أيدي قوات الاحتلال سلام؟!.. هل حصار شعبٍ بريء كل ما يريده أن ينعم بحقِّه في الحياة على أرض وطنه سلام؟! هل القلاقل والفتن التي أثارتها أمريكا في الوطن العربي سلام؟!.

وتصريحات بوش هذه تُذكرني بتصريحات فرعون مصر عندما أعلن في قومه أنه يرى الرأي السديد ويهدي قومه إلى سبيل الرشاد مع أنه كان يسوقهم إلى الهاوية.. قال تعالى: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (غافر: من الآية 29).

والقاسم المشترك في كلا التصريحين هو قلب الحقائق؛ فمجرم الحرب بوش دفعة للسلام، وفرعون المفسد الظالم المستبد يهدي قومه إلى سبيل الرشاد، وقوم فرعون يُؤمِّنون على كل ما يقوله الطاغية، كما أن أتباع بوش في العالم يُؤمِّنون على ما يقوله بوش.

ومن قلبِ الحقائق أيضًا مطالب بوش بضرورة تحرك الرئيس عباس لمعالجة الأمور الصعبة في غزة- على حدِّ تعبيره- ومحاربة مَن أسماهم بـ"المتطرفين"!!، ووقف ما تفعله حماس، زاعمًا أنها لم تجلب سوى الشقاء للشعب الفلسطيني.

سبحان الله.. مَن يدافع عن أرضه ويطالب بحقوقه أصبح متطرفًا، مَن يحرص على مصلحة شعبه أصبح مفسدًا ويجلب له الشقاء، وهذا التصريح أيضًا يُذكرنا بتصريح الطاغية فرعون عندما اتهم نبي الله موسى أنه إرهابيٌّ ينشر الفوضى والفساد في الشعب؛ حيث يقول تعالى ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ (26)﴾ (غافر) فرعون يخاف من نبي الله موسى- عليه السلام- أن يُبدِّل الدين وأن يظهر الفساد في الأرض، ونسي فرعون أنه هو مَن قتَّل الرجال واستحي النساء ونشر الفساد، وقد قال الله تعالى عنه في سورة القصص: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4)﴾ (القصص).

هكذا بكل بساطة يُصبح المفسدُ مصلحًا والمصلح مفسدًا، يصبح مجرمو الحرب دعاة للسلام، ومن يدافعون عن عرضهم وأوطانهم وشعبهم إرهابيين ومتطرفين، وأنا لا أعيب على بوش قدر ما أعيب على رجل شرقي عربي- كأبي مازن- يُخفي عينيه ويصم أذنيه عن هذه الحقائق، فلا يرى إلا ما يرى الأعداء ولا يسمع إلا ما يقوله الأعداء، ويمشي وراءهم ضاربًا بمصلحة شعبه ووطنه عرض الحائط، ويُصرِّح مثل تصريحاتهم، فيقول: "إن زيارة بوش تاريخية!!، ونحن راضون تمامًا عن نتائج الزيارة، وتحدثنا عن جميع المواضيع، ونحن نُعرب عن تقديرنا لدعمه"!!.

أي دعمٍ تقصد يا مَن خُنت الله أولاً وخنت شعبك ثانيًا؟! هل تشديد الحصار على شعبك دعم؟! هل ملاحقة المقاومين الشرفاء الذين يضحون بأرواحهم من أجل وطنهم دعم؟! هل قتل الأطفال والنساء دعم؟! هل منع الدواء عن المرضى حتى يموتوا ومنع الرواتب عن الموظفين حتى يجوعوا دعم؟ هل تشريد الأهل ومنع العالقين من دخول أرضهم دعم؟! هل هذا الدعم الذي تُقدِّره وترضى عنه؟! بئس الدعم إذن.

لقد خلعت عقلك من رأسك، وصممتَ أذنيك، وطُمِستْ عيناك، فأصبحت لا تُفكِّر ولا تسمع ولا ترى، وإن رأيت رأيت الحقائق مقلوبةً كما يُريها لك حبيبك وصديقك المجرم بوش، وكما ورد في الأثر "حُبك الشيء يُعمي ويصم

ليست هناك تعليقات: