manzalawy blog

اشكر كل من ساهم معنا وتابعنا خلال فترة التدوين على صفحات مدونة منزلاوى فقد ادت دورها على اكمل وجه فى ظروف كانت ملائمة للمدونات فقط احب ان اقول انى احببت التدوين واحببت تلك المدونة ... manzalawy

الجمعة، يونيو ٢٠، ٢٠٠٨

د.سحر الفراش ... وداعاًً .. وغدا نلتقى


بقلم: أم روفيدة

وترجَّلت الداعية المجاهدة.. الصابرة المحتسبة.. الخلوقة القدوة.. الدكتورة سحر الفراش، والتي لا تكفي ملايين الكلمات لنعيها ولا لذكر مآثرها ومناقبها، ولكنها شهادةٌ لله، وهي أقل ما يمكن أن نقدمه لها وهو في دار الحق ونحن في دار الغرور.

وما كنا لنتحدث عنها- رحمها الله- في حياتها، ولكن بعد وفاتها أصبح من حقِّها ومن حقِّ الأمة والأجيال القادمة أن تتحدث عنها بما يرضي الله عنا، فإن العيون لا تبكي دموعًا على فراقها، ولكن القلوب تبكي دمًا؛ كمدًا وحزنًا على فراقها ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون "!!

لقد ضربت الدكتورة سحر الفراش- رحمة الله عليها- مثالاً رائعًا في حياتها (القصيرة وقتًا والكبيرة عطاءً) لنموذجَين يندُر تواجدُهما في عصرنا هذا، أولاً الداعية التي تعطي من نفسها القدوة الصالحة قولاً وعملاً، سلوكًَا وتطبيقًا، وما احتكَّ بها وتعامَل معها أحدٌ إلا وشعر بصدقها وإخلاصها وتفانيها وتجميعها للقلوب قبل الأجساد على كلمة الحق وعلى ثوابت الإسلام.

فقد كانت- رحمها الله- تُنير الطريق لكل من يحتكُّ بها ويتعامل معها ولا تبخل بالنصيحة والتوجيه بأسلوبٍ راقٍ يذكِّرنا بدعاة الجيل الأول من الإسلام، فقد عرفناها ، داعيًة فريدًة، وأخًت كبيرًة، وناصحًة أمينًة، تدعو كل من يحتكُّ ويتعاملُ معها ، فكانت مثالاَ في أدبها وخلقها وتواضعها وعلمها وثقافتها وبذلها وتضحيتها في سبيل دينها ودعوتها.

ولقد رأيتها أمس يوم وفاته وأُشهد الله أنها كانت بشوشًة مبتسمًة كما هى دائما، محتسبًة كلَّ حياتها في سبيل الله، ولا تترك أحدًا ممن قابلته إلا وتودَّدت إليه وأسدَت إليه النصحَ والمشورةَ، وكأنها كان تودِّع أحبابَها لتسعد بلقاء ربها.

ولعل من عاجل بشرى المؤمن- ولا نزكيها على الله- حبّ الناس (إخوانًا وغيرَ إخوان) لها، وذِكرهم لمناقبها وحسناتها وفضائلها، فعندما مرَّت جنازتان على النبي- صلى الله عليه وسلم- فأثنى الصحابةُ على الأولى خيرًا فقال "وجبت"، وأثنوا على الثانية شرًّا فقال "وجبت" وعندما استفسر الصحابة منه- صلى الله عليه وسلم- قال: "أثنيتم على الأولى خيرًا فوجبت لها الجنة وأثنيتم على الثانية شرًّا فوجبت لها النار"، وكما يقال إن ألسنة الخلق أقلام الحق، ولا نشهد إلا بما علمنا عنها من كل خير.

ومن المبشِّرات أن كل من كان يلقها فى الفترة الأخيرة كانت تقول له : أريد أن أسلم عليك لعلى لا ألقاك بعد ذلك ، وكأنها كانت تشعر بأن موعدها قد اقترب .

فأبعث لأختي الدكتورة سحر رسالة أعلن فيها عن شوقى إليها وأقول لها "لئن باعدت بيننا الدنيا ففى جنات عدن للأحبة مجمع"

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أشهد الله أنها كذلك وأشهد الله أنى أحبها فى الله ، أختى فى الله أبشرى بالجنة